بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. أستغفر الله .. استغفر الله ..
يقول صلى الله عليه وسلم :
{ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه
مما سواه ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود للكفر كما يكره
أن يقذف في النار}رواه الشيخان
ألا يتقدم أحد على كلام الله تعالى ولا رسوله ولا يتقدم أحد بفكر أو رأي على منهج الإسلام العظيم ؛
وليس ذلك فحسب بل يكون ذلك بالمحبة والرضا لما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله ،
بل وضرروة الدفاع عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله بكل الحب والطمأنينة حتى نذوق طعم الإيمان وحلاوته
كما أخبر صلى الله عليه وسلم
" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولاًرواه مسلم
وأن تكون محبتنا لبعضنا البعض قائمة حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ؛
قائمة على أن يظلنا عرش الرحمن قائمة على التقوى ،
قائمة على المصلحة العامة للمسلمين وليست المصلحة الخاصة
اي محبة قائمة على أساس المصلحة الخاصة تجعل عيوننا عميا فما عاد فرق عندنا بين مسلم وكافر
فنقدم المصلحة التي تقرب الكافر على المسلم
والتي نهانا صلى الله عليه وسلم في الحديث أن نكره الكفر وأن نعود فيه كما نكره النار أو أن نقذف فيها
مما يولد لدينا العداوة والبغضاء وتفقدنا الاستقرار والطمأنينة .
ما أعظم هذا الاستقرار وهذه السكينة وهذه الطمأنينة عندمانرتبط بربنا جل في علاه
ونحن أحرار طلقاء لا نستشعر بها إلا إذا استشعرنا بعبوديته تبارك وتعالى
وهذه لا تكون إلا إذا وجدنا لذة ذلك في قلوبنا
كما قال ابن القيم رحمه الله:
" فإن للإيمان فرحة ولذة في القلب فمن لم يجدها فهو فاقد الإيمان أو ناقصه
وهو من القسم الذين قال الله عز وجل فيهم:
" قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم "
ولذا قال سلف الأمة عندما تذوقوا حلاوة الإيمان وسعادتها
"والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف "
بل وجدوا لذة لذلك:
لذة الصـــلاة
قال صلى الله عليه وسلم مبينا لذة الصلاة
[[ جُعِلتْ قرّة عيني في الصلاة ]] رواه أحمد
.منتهى السعادة ، منتهى الانشراح ، فأي أحد لا يحب الإقبال على ما يسره
مما يحبه ويميل إليه قلبه
!!
ولذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا حزّبه أمر فزع إلى الصلاة فإذا
بالطمأنينة .. وإذا بالسعادة .. وإذا باليقين الراسخ ينبعث في القلب من جديد.
حين وقعت الأكلة في رجل ابن الزبير – الغرغرينا – أشاروا إليه بقطعها
لئلا تُفسد جسده كله .. قالوا له : لابد أن نسقيك خمرا لكي نستطيع أن
نقطع رجلك بدون أن تشعر بالألم
فقال : لا .. أيغفل قلبي عن ذكر الله تعالى ؟! فقالوا : إذن فماذا نفعل ؟
قال : اقطعوها إذا قمت إلى الصلاة !!
سبحان الله .. أي لذة .. وأي تعلق بالله هذا ؟؟؟؟
لذة قيام الليـل
عندما يفرح الناس بالعلاوات وزيادة الأموال .. عندما يفرحون بالدور والقصور ..
يفرح المؤمن بسجدةٍ خاشعة في ليل ساكن في وقت السحر
يناجي فيها ربه .. ويسكب دمعه .. ويتذلل بين يدي خالقه سبحانه وتعالى
" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون "
كفى بلذة قيام الليل أنك تخلو بالله عز وجل ... فتدخل عليه بكل سهولة
وبساطة .. لقد كان لقيام الليل عند الصحابة والتابعين والسلف منزلة عظيمة ..
يقول أحد التابعين : أهل قيام الليل في ليلتهم أشد لذة من أهل اللهو في لهوهم ..
بل هم في شرف ورفعة وعز وكرامة، فلقد جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له:
"يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف
المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس"رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني
لذة الصيـام
[size=25]كيف لا يكون الصيام لذة للصائم وهو يعلم أن الصوم من أسباب استجابة
الدعاء .. ومن أسباب تكفير الذنوب .. وأنه يشفع لصاحبه يوم القيامة
وأن الله اختص أهله بابا من أبواب الجنة لا يدخل منه سواهم فينادون
منه يوم القيامة إكراما لهم , وإظهارا لشرفهم ..
لذة ذكر الله عـز وجـل
ما أعظم هذه الطمأنينة التي تنسكب في القلب !
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب
"ما أعظمها من نعمة ! وما أعظمها من لذة ! لو أن الإنسان تفاعل بها انفعالا
صادقاً .. لو أنه تشربها تشرباً كاملاً .. لو أنه عاشها وبقي معها في مداوم
مستمرة وفي حياة متواصلة
قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً "
لذة قراءة القرآن وتلاوته
يقول عثمان بن عفان " لو طهرتم قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل "
قال ابن مسعود " لا يسأل عبد نفسه إلا القرآن فإن كان يحبه فإنه يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم "
لذة الجهاد في سبيل الله
هذا خالد بن الوليد رضي الله عنه يقول:
" ما ليلة تُهدى إلي فيها عروس ، أنا لها محب مشتاق ، أحب إليّ من ليلة شديد
قرّها - بردها - كثير مطرها ، أصبّح فيها العدو فأقاتلهم في سبيل الله عز وجل "
لذة الإنفاق في سبيل الله
النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ على الصحابة
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافاً كثيرة "
فينفق أبو خيثمة (بيرحاء) أجمل بستان في المدينة بعدما سمع هذه الآية الكريمة
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "
فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم {بخ بخ مال رابح}
هكذا هي حلاوة الإيمان ولذتها بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه بالمحبة والرضا والطمأنينة
عندها تجد لذة الإيمان في كل طاعة تقوم بها لله تعالى
مع
التحية