الطائفة المنصورة بإذن الله‏

كثيرة هي
الأحاديث التي ترسم واقع الأمة ، فيزداد الذين آمنوا ثقة بالله جل وعلا،
وكيف أن الله جل في علاه من خلال هذه الأحاديث ينزل السكينة في قلوب
المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله
عليما حكيما .

أقول إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بما أخبره الله
طرفا من مبشرات لهذه الأمة ، وقاعدة عمل ومنهج حياة للمجاهدين الصادقين، من
خلال اليقين الذي يزرعه في قلوب المؤمنين بالله تعالى عندما يقول : أول
هذا الأمر نبوة ورحمة؛ بشارة لهذه الأمة أن أول أمرها نبوة .. بل نبوة
ورحمة .. وقد كان بفضل الله تعالى، كيف لا ومحمد صلى الله عليه وسلم قائدها
وإمامها وهاديها ومعلمها، فإن سارت على نهجه سلمت ونعمت وفازت، وإن ولت
وأدبرت خابت وخسرت، ثم يقول صلى الله عليه وسلم : ثم يكون خلافة ورحمة ؛
وقد كان، خلافة على منهاج النبوة ؛إنباء بالغيب على الحقيقة، فمن كان مؤمنا
التزم المنهج وسار على نفس الهدي الكريم ،

ثم يقول صلى الله عليه وسلم :
ثم يكون ملكا ورحمة، وقد كان ؛ حيث فتحت البلاد وهدي العباد بفضل الله
تعالى ، فكانت الفتوحات في عهد هذا المُلْكِ كلها فتوحات خير ورحمة، وهذه
من بشاراته الطيبة لهذه الأمة،

ثم يتكادمون عليه ((أي على هذا الأمر)
وفي رواية (عليها) (أي على هذه الأمة)) تكادم الحمر، ياله من وصف دقيق لما
يحدث لهذه الأمة ولأبنائها ، فها نحن نرى تكادم العلوج وتكالب المنافقين
والكافرين جميعا على هذه الأمة ؛

لقد رأينا حجم هذا التكادم وحجم هذا
التكالب وهذا التآمر على هذه الأمة ؛ لقد كان هذا التآمر ممن ينازعوننا
خلافة الأرض (أهل الكتاب) إضافة إلى المنافقين الذين هم في التآمر على
المؤمنين أشد من الذين أوتوا الكتاب علينا ، ليس هذا فحسب بل بشارة وإشارة
للثابتين على الحق الذين لا يضرهم من خذلهم .... ولا يضرهم من خالفهم . بل
وإشارة إلى الوسيلة المنجية من تكادم هؤلاء وهؤلاء علينا إنه الجهاد ،

لقد
كان الجهاد ولا زال الوسيلة المثلى للتربية السليمة للمؤمنين الصادقين
الذين يستعدون للقاء الله تعالى صادقين مخبتين صالحين ، وهذا يتطلب منهم
منهجا سليما في حياتهم الدنيا فلا يعرفون سوءا ولا منكرا ولا سرقة ولا غبنا
وخبثا ولا ضغينة ولا حقدا ولا حسدا ، إنه الجهاد الحقيقي لهذه الأمة بعد
امتثال أوامر الله في الطاعات والصالحات ؛ وليس هذا الجهاد فحسب بل المقصود
هنا إنه جهاد الصبر والمصابرة والرباط والمرابطة إنهم القابضون على دينهم
القابضون على جمر النار ؛ إنهم الذين يواجهون هذا الكم والحجم الهائل من
القوة الغاشمة والكيد والمكر الذي من هوله تزول الجبال ، إنه التآمر
والعدوان على هذه الأمة المتمثلة في الفئة المنصورة القليلة المستضعفة ؛
إنهم الظاهرون لدينهم القاهرون لعدوهم إنهم أهل غزة !!!!!!

ياللعجب
العجاب أهل غزة ، أهل عسقلان الذين بشر بهم النبي صلى الله عليه وسلم من
المكان والزمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (وإن أفضل جهادكم الرباط ، وإن
أفضل رباطك عسقلان )،

إننا نعيش فترة التمحيص بل فترة المخاض العسير لهذه الأمة ...

ما أعظم هذه البشارة لهذه الأمة بشارة الثبات وبشارة الجهاد وبشارة الرباط ،

ثم إشارة ؛ وما أعظمها من إشارة .. إشارة إلى الثابتين الصابرين المرابطين في غزة ،

إن
هذه البشارة وهذه الإشارة العظيمة لتدعونا إلى أن نبقى على الحق صابرين
ثابتين ، فوالله لن يضرنا تكادم الأعداء أيا كانوا ومهما كانوا ،

ولنمتثل قول الله تعالى:{لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون}

***************